هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة، وكان اسمها أم قيس،
فهاجر رجل إليها ليتزوجها، ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله،
فقال صلى الله عليه وسلم :
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه)
[متفق عليه].
فهاجر رجل إليها ليتزوجها، ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله،
فقال صلى الله عليه وسلم :
(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه)
[متفق عليه].
ما هو الإخلاص ؟
الإخلاص هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله - سبحانه - ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة؛
فهو لا يعمل ليراه الناس، ويتحدثوا عن أعماله، ويمدحوه، ويثْنُوا عليه.
الإخلاص واجب في كل الأعمال :
على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه؛
لأن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى.
قال تعالى في كتابه :
{وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
لأن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى.
قال تعالى في كتابه :
{وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
وقال تعالى : {ألا لله الدين الخالص}
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه)
[رواه النسائي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابْتُغِي به وجهُه)
[رواه النسائي].
والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا أو طالبًا أو غير ذلك؛
فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله في تجارته،
فلا يغالي على الناس، إنما يطلب الربح الحلال دائمًا، والطالب يجتهد في مذاكرته وتحصيل دروسه،
فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله في تجارته،
فلا يغالي على الناس، إنما يطلب الربح الحلال دائمًا، والطالب يجتهد في مذاكرته وتحصيل دروسه،
وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع المسلمين بهذا العلم.
الإخلاص صفة الأنبياء :
قال تعالى عن موسى عليه السلام :
{واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًا}
{واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًا}
ووصف الله عز وجل إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بالإخلاص، فقال تعالى:
{واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار
{واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار
إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار . وإنهم عندنا من المصطفين الأخيار}
الإخلاص في النية :
ذهب قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا : يا رسول الله، نريد أن نخرج معك في غزوة تبوك،
وليس معنا متاع ولا سلاح. ولم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعينهم به، فأمرهم بالرجوع؛
فرجعوا محزونين يبكون لعدم استطاعتهم الجهاد في سبيل الله،
فأنزل الله - عز وجل - في حقهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة :
{ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا ما نصحوا لله ورسوله
ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم , ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه
تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون}.
ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم , ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه
تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون}.
الإخلاص في العبادة :
لا يقبل الله تعالى من طاعة الإنسان وعبادته إلا ما كان خالصًا له،
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن رب العزة:
(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه)
[رواه مسلم].
(أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشركَه)
[رواه مسلم].
فالمسلم يتوجه في صلاته لله رب العالمين، فيؤديها بخشوع وسكينة ووقار،
وهو يصوم احتسابًا للأجر من الله، وليس ليقول الناس عنه :
إنه مُصَلٍّ أو مُزَكٍّ أو حاج، أو صائم، وإنما يبتغي في كل أعماله وجه ربه.
الإخلاص في الجهاد :
إذا جاهد المسلم في سبيل الله؛ فإنه يجعل نيته هي الدفاع عن دينه، وإعلاء كلمة الله،
والدفاع عن بلاده وعن المسلمين، ولا يحارب من أجل أن يقول الناس إنه بطل وشجاع،
فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا نبي الله، إني أقف مواقف أبتغي وجه الله،
وأحب أن يرَى موطني (أي : يعرف الناس شجاعتي).
فلم يرد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى :
فلم يرد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى :
{فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}.
وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم،
والرجل يقاتل ليذكر (يشتهر بين الناس)، والرجل يقاتل ليرَى مكانه (شجاعته)،
فمن في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا فهو في سبيل الله)
[متفق عليه].
جزاء المخلصين :
المسلم المخلص يبتعد عنه الشيطان، ولا يوسوس له؛ لأن الله قد حفظ المؤمنين المخلصين من الشيطان،
ونجد ذلك فيما حكاه القرآن الكريم على لسان الشيطان :
{قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين}
وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة :
{إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله
فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا}
{قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين}
وقد قال الله تعالى في ثواب المخلصين وجزائهم في الآخرة :
{إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله
فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرًا عظيمًا}