"القَابّض"
هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله ،
والذي يوسع الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض
القبض هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، وقبضة ضد بسطه،
الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ،
والأرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من جلاله .
والقبض نعمة من الله تعالى على عباده ،
فإذا قبض الأرزاق عن انسان توجه بكلّيته لله يستعطفه ،
وإذا قبض القلوب فرّت داعية فى تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط
••O••
قال الله تعالى :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا
ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا"
قال ابن كثير :
وقوله : " ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "
أي : الظل ، وقيل : الشمس .
يسيرا أي : سهلا . قال ابن عباس : سريعا . وقال مجاهد : خفيا .
وقال السدي; قبضا خفيا ، حتى لا يبقى في الأرض ظل إلا تحت سقف أو تحت شجرة ،
وقد أظلت الشمس ما فوقه .
وقال أيوب بن موسى : " ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا " أي : قليلا قليلا .
••O••
قال الله تعالى :
" وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "
قال القرطبي :
والأرض جميعا قبضته عبارة عن قدرته وإحاطته بجميع مخلوقاته ،
يقال : ما فلان إلا في قبضتي ، بمعنى ما فلان إلا في قدرتي ،
والناس يقولون : الأشياء في قبضته ، يريدون في ملكه وقدرته .
وقد يكون معنى القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه ،
فقوله - جل وعز - : والأرض جميعا قبضته يحتمل أن يكون المراد به :
والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة ، والمراد بالأرض الأرضون السبع ،
يشهد لذلك شاهدان قوله :
والأرض جميعا ولأن الموضع موضع تفخيم وهو مقتض للمبالغة .
وقوله : والسماوات مطويات بيمينه ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب ،
وإنما المراد بذلك الفناء والذهاب ،
••O••
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مَا يلفِظُ مِنْ قوْلٍ إلّا لدَيْهِ رَقيبٌ عَتيد