" اللَّطِيف "
هو البر الرفيق بعباده ، يرزق وييسر ويحسن اليهم ، ويرفق بهم ويتفضل عليهم .
أو البرّ بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدارين
ويهيّىء لهم أسباب مصالحهم من حيث لا يحتسبون ،
وقيل : اللَّطِيف فاعل اللطف ، وهو ما يقرب معه العبد من الطاعة ويبعد من المعصية ،
واللطف من الله التوفيق.
وقال الهروي : اللَّطِيف من أسمائه تعالى وهو الرفيق بعباده
يقال : لطف له يلطف إذا رفق به ، ولطف الله بك أي : أوصل إليك مرادك برفق ،
⊙ ◈ ⊙
قال الله تعالى :
" اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ "
وقال تعالى :
" لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ "
⊙ ◈ ⊙
اللَّطِيف من أسمائه الحسنى جل وعلا ، وهو الذي يلطف بعبده في أموره الداخلية المتعلقة بنفسه،
و يلطف بعبده في الأمور الخارجية عنه ، فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر.
وهذا من آثار علمه وكرمه ورحمته،
فلهذا كان معنى اللَّطِيف نوعين :
⊙ الأول : أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن
والخبايا والخفايا ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور ، وما لطف ودقّ من كل شيء .
⊙ الثاني : لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتمَّ عليه إحسانه، ويشمله بكرمه ويرقيه إلى المنازل العالية
فييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويجري عليه من أصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه ،
وهي عين صلاحه والطريق إلى سعادته، كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم وبالجهاد في سبيله.
⊙ ◈ ⊙