الاثنين، 3 يونيو 2013

المتحابون في الله





هناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة  ،
ويُسْتَدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب ، منها :

 أن تحسب حساب أخيك فيما تجره إلى نفسك من نفع ، أو ترغب بدفعه عن نفسك من مكروه ،

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم  أبا هريرة بقوله : 
( وأحِب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك ، 
واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، تكن مؤمنا ) 
رواه ابن ماجة وحسنه الألباني .


  ومنها ما تُقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك ،
وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة ، 

قال  صلى الله عليه وسلم  : 
(دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، 
عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير
 قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) 
رواه مسلم ، 

وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه ،
 دعا لأخيه بتلك الدعوة ، لأنها تستجاب ويحصل له مثلها .


 ومنها الوفاء والإخلاص والثبات على الحب إلى الموت ، 
بل حتى بعد موت الأخ والحبيب ببر أولاده وأصدقائه ،

 وقد أكرم النبي - صلى الله عليه وسلم - عجوزاً جاءت إليه ،
 وقال :إنها كانت تغشانا أيام خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان
رواه الطبراني ،

 ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه ، مهما ارتفع شأنه ، وعظم جاهه ومنصبه .


 ومنها التخفيف وترك التكلف ، فلا يكلِّفْ أخاه ما يشق عليه ، أو يكثر اللوم له ، بل يكون خفيف الظل ، 

قال بعض الحكماء :
 " من سقطت كلفته دامت ألفته ، ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك ،
 لا لنفسك عليهم ، فتنزل نفسك معهم منزلة الخادم " .


 ومنها بذل المال له ، وقضاء حاجاته والقيام بها ، وعدم ذكر عيوبه في حضوره وغيبته ، 
والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماء إليه .


 ومنها التودد له والسؤال عن أحواله ، ومشاركته في الأفراح والأتراح ،
 فيسر لسروره ، ويحزن لحزنه ، 


 ومن ذلك أيضاً بذل النصح والتعليم له ، فليست حاجة أخيك إلى العلم والنصح بأقل من حاجته إلى المال ، 
وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ ، وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام ، 
فحصلت الفرقة والقطيعة ، فليراجع كل منهما نفسه ، وليفتش في خبايا قلبه 

فقد قال عليه الصلاة والسلام :
ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما )
 رواه البخاري وصححه الألباني .