الأربعاء، 13 يونيو 2012

قبل أن تعصي الله !



‏أتى رجل إبراهيم بن أدهم فقال :

 يا أبا إسحاق إني مسرف على نفسي ، فاعرض علىّ ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً.

فقال إبراهيم : إن قبلت خمس خصال ، وقدرت عليها لم تضرك المعصية

قال : هات يا أبا إسحاق. 



قال : أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله تعالى ، فلا تأكل من رزقة 

قال : فمن أين آكل وكل ما في الأرض رزقه؟ 

قال : يا هذا ! أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟! 

قال : لا ,, هات الثانية



قال : وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده

قال: هذه أعظم ، فأين أسكن ؟ 

قال : يا هذا ! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصية ؟! 

قال: لا ,,  هات الثالثة 



قال : وإذا أردت أن تعصيه ، وأنت تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، فانظر موضعاً لايراك فيه فاعصه فيه

قال: يا إبراهيم ! ماهذا ؟ كيف وهو يطلع على ما في السرائر؟ 

قال : يا هذا ! أفيحسن بك أن تأكل رزقه ، وتسكن بلاده ، وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه؟! 

قال: لا.. هات الرابعة. 



قال: فإذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك ، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً ، وأعمل لله صالحاً

قال: لا يقبل مني؟ 

قال: يا هذا ! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير ، فكيف ترجو وجه الخلاص؟! 

قال: هات الخامسة 



قال: إذا جاءك الزبانية يوم القيامة ، ليأخذوك إلى النار ، فلا تذهب معهم

قال: إنهم لا يدعونني ، ولا يقبلون مني .. 

قال: فكيف ترجو النجاة إذن؟ 

قال: يا إبراهيم ، حسبى ، حسبي ، أنا أستغفر الله وأتوب إليه.. 

فكان لتوبته وفيّاً ، فلزم العبادة ، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَا يلفِظُ مِنْ قوْلٍ إلّا لدَيْهِ رَقيبٌ عَتيد