الأربعاء، 20 فبراير 2013

القَابّض






"القَابّض"

هو الذي يقبض الرزق عمن يشاء من الخلق بعدله ، 
والذي يوسع الرزق لمن يشاء من عباده بجوده ورحمته فهو سبحانه القابض

القبض هو الأخذ ، وجمع الكف على شىء ، وقبضة ضد بسطه،
الله القابض معناه الذى يقبض النفوس بقهره والأرواح بعدله ،
 والأرزاق بحكمته ، والقلوب بتخويفها من جلاله .

والقبض نعمة من الله تعالى على عباده ، 
فإذا قبض الأرزاق عن انسان توجه بكلّيته لله يستعطفه ،
 وإذا قبض القلوب فرّت داعية فى تفريج ما عندها ، فهو القابض الباسط

O

قال الله تعالى :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا
 ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا"

قال ابن كثير :

وقوله : " ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "
أي : الظل ، وقيل : الشمس .
يسيرا  أي : سهلا . قال ابن عباس : سريعا . وقال مجاهد : خفيا .
 وقال السدي; قبضا خفيا ، حتى لا يبقى في الأرض ظل إلا تحت سقف أو تحت شجرة ،
 وقد أظلت الشمس ما فوقه .
وقال أيوب بن موسى : " ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا " أي : قليلا قليلا .

O

قال الله تعالى :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 
وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "

قال القرطبي :

والأرض جميعا قبضته عبارة عن قدرته وإحاطته بجميع مخلوقاته ،
 يقال : ما فلان إلا في قبضتي ، بمعنى ما فلان إلا في قدرتي ،
والناس يقولون : الأشياء في قبضته ، يريدون في ملكه وقدرته .
وقد يكون معنى القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه ،

 فقوله - جل وعز - : والأرض جميعا قبضته يحتمل أن يكون المراد به :
 والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة ، والمراد بالأرض الأرضون السبع ،

 يشهد لذلك شاهدان  قوله :
والأرض جميعا ولأن الموضع موضع تفخيم وهو مقتض للمبالغة .
 وقوله : والسماوات مطويات بيمينه ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب ،
وإنما المراد بذلك الفناء والذهاب ،

O




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَا يلفِظُ مِنْ قوْلٍ إلّا لدَيْهِ رَقيبٌ عَتيد